نبذة عن العفن الذي أنقذ العالم و طريقة صنع البنسلين منزلياً ..

يُعرف البنسلين اليوم كـ PCN أو PEN و من الممكن أن يكون هو المضاد الحيوي الأكثر انتشاراً بين المضادات الحيوية

و كمضاد حيوي يستخدم البنسلين على نطاق واسع في مكافحة العدوى البكتيرية ، و لنكون أكثر تحديداً البنسلين يعمل على إضعاف جُدُر الخلايا ويمنعها من تطوير خلايا جديدة ..

البنسلين يأتي من العفن ، أساساً البنسلين منتج ثانوي من فطر البنسيليوم وهو عبارة عن فطر واسع الانتشار ينمو مترمما ًعلى الخبز والجبن والأوراق كما تنمو بعض انواعه على الفواكه والخضروات مسببه فسادها  ..

العفن الذي يظهر على الخبز ويكون باللون الاخضر هو فطر البنسيليوم
لأن هناك عدة أنواع من أعفان الخبز لها ألوان مختلفة بإختلاف الفطر النامي على الخبز
بعض أنواع البنسيليوم تستخدم في صناعه الجبن مثل فطر Penicillium requeforti
والبعض يستخدم في إنتاج المضادات الحيويه مثل فطر P. notatum وفطر P. chrysogenum كما أن بعض أنواعه تستخدم في صناعة حمض الستريك والاكساليك .

يتكون جسم الفطر من هيفات (خيوط فطرية) مقسمة ومتفرعة  تنمو بعضها لتعطي حوامل كونيدية أيضاً مقسمة ومتفرعة تحمل في نهايتها عدة أفرع صغيرة تسمى متيولات تتفرع كل متيولا لعدة أفرع تسمى فياليدات تحمل الجراثيم الكونيديه في سلاسل وبذلك يظهر الشكل العام للفطر على شكل المقشة ومنها اشتق الاسم اللاتيني بنسيليوم ..

صورة للفطر تحت المجهر الضوئي

صورة ثلاثية أبعاد

شكل النمو الخاص بالفطر على البيئة الغذائية ( الميديا ) ( الوسيط )

الصيغة المجملة للبنسلين هي R-C₉H₁₁N₂O₄S حيث يمثل R سلسلة جانبية متغيرة كأن تكون مجموعة بنزيل في بنسلين G أو مجموعة فينأوكسي ميثيل Phenoxymethyl في بنسلين V .

بعد هذه المقدمة اللطيفة نبدأ بوصف طريقة صنع البنسلين منزلياً .. و لكن هناك بعض التحذيرات أتمنى العمل بها ..

من الأفضل أن لا تفعل هذه الطريقة في المنزل ..

كُن حذر جداً عند خلط المواد و اتبع التعليمات بالكامل و بحذر شديد ..

أيضاً نحن لم نجرب فعل ذلك لكن هذا ما وجدناه على موقع www.howtodothings.com

و أهم شيء عند تصنيع البنسلين هو أن تكون منطقة تصنيعه معقمة بالكامل ..

أكرر لا تصنعه في المنزل بل يجب أن يُصرف البنسلين من قِبل الطبيب ..

الأدوات اللازمة لصنع البنسلين منزلياً هي :

- قطعة من الخبز أو قشر الحمضيات

- دورق مخروطي 750 مل

- وسيط ( انظر للخطوة الرابعة )

- 1 لتر مخبار مدرج

- عدد من زجاجات الحليب النظيفة .. ( ملاحظة : هذه ترجمة حرفية للوصفة )

خطوات العمل :

1- لتحضير البنسلينيوم : تُعرّض قطعة من الخبز أو قشر الحمضيات لبيئة تكون درجة حرارتها 70 درجة فهرنهايت ( 25 درجة مئوية ) و ينبغي أن يكون العفن أزرق أو أخضر .

2- لتعقيم الأدوات : ضع الدورق في فرن عند درجة حرارة 315 درجة فهرنهايت ( 157.2 درجة مئوية ) على مدار الساعة ، أو تعقيم الأدوات في قدر الضغط لمدة لا تقل عن 15 دقيقة ، اغسل زجاجات الحليب جيداً .

3- ملء الدورق المخروطي : تقطع قطع الخبز أو قشر الحمضيات لقطع صغيرة و يملأ بها الدورق و نضعها بعد ذلك في الظلام عند درجة حرارة 70 درجة فهرنهايت ( 21.1 درجة مئوية ) لمدة 5 أيام ( فترة الاحتضان ) ، بعد فترة الحضانة يمكن الإحتفاظ بالدورق في الثلاجة لمدة لا تزيد عن 10-14 يوم .

4- لتحضير الوسيط : أذب المكونات التالية حسب الترتيب المسرود في 500 مل من ماء الصنبور البارد

44,0 جرام لاكتوز أحادي الهيدرات , 25.0 جرام  نشا الذره ,3,0 جرام نيتريت الصوديوم , 0.25 جرام كبريتات المغنيسيوم , 0.50 جرام فوسفات البوتاسيوم الأحادي , 2.75 جرام جلوكوز أحادي الهيدريد , 0.044 جرام كبريتات الزنك , 0.044 جرام كبريتات المنجنيز . ثم أضف أخيراً ماء الصنبور البارد لعمل لتر واحد . إستخدم حمض الهيدروكلوريك لضبط ال ph  بين 5.0 و 5.5 .

5- ملء الزجاجات بمادة الوسيط : نملأ زجاجات الحليب بهذه الوسائط ، نستخدم عادةً كمية تكفي بحيث عندما نضع زجاجة بجانبها لا يصل هذا الوسيط إلى المكونات .

6- إضافة أبواغ البنسلين ( العفن ) : أولاً نقوم بتعقيم زجاجات الوسيط في قدر الضغط أو في الفرن كما فعلنا في الدورق المخروطي و عندما تبرد الزجاجات نضع بها ملعقة من أبواغ ( عفن ) الخبز أو قشر الحمضيات .

7- إحتضان الزجاجة : تترك الزجاجات للراحة بدون عائق في الجانبين عند درجة حرارة 70 درجة فهرنهايت ( 21.1 درجة مئوية ) لمدة 7 أيام ، إذا تكوّن البنسلين سيكون الجزء السائل في الوسيط بعد هذه الفترة ( الحضانة ) ، و أخيراً تصفية الوسيط و تبريده على الفور ، إذا كان يجب استخدامه يستخدم في أقرب وقت ممكن و إن كان ينبغي تجنب ذلك .

لا ينبغي للبنسلين المتكون من هذه التجربة أن يستخدم إلا إذا كان لغرض البقاء أو استخدامات أخرى

فمن الممكن للعفن السام أن ينمو جنباً إلى جنب مع البنسلين ، حتى لو كنت تعرف مالذي تقوم به فمن الممكن لمتبطات نمو العفن وقف نمو أبواغ البنسلين .

في سياق هذا الموضوع أحببت أن أضع هذه النبذة التاريخية عن بداية اكتشاف البنسلين .. و قد كانت في أوروبا ..
والبداية كانت في منتصف القرن التاسع عشر
حيث لاحظ العالم الفرنسي لويس باستير (Louis Pasteur)، أن ميكروب الجمرة الخبيثة القاتل للإنسان والحيوان، لا يستطيع النمو في المعمل، إذا تلوثت الآنية، التي تحتويه بالعفن الموجود في الجو، والتربة الزراعية.

وتوصل إلى النتيجة عينها في الوقت نفسه، العالم الإنجليزي ويليام روبرتس (William Roberts)
الذي كتب مندهشاً في عام 1874، أن أنواعاً كثيرة من البكتيريا، لا تنمو في وجود فطر البنسيليوم
وظل هذا الاكتشاف حبيس الكتب القديمة لمدة 48 عاما .

وفي عام 1928 لاحظ الكسندر فيلمنج 

(Alexander Fleming)
 

أثناء أبحاث التعقيم التي كان يقوم بها لاحظ أن البكتيريا تتأثر سلباً بعفن الخبز .. وتقول الرواية أنه نسي قطعة خبز متعفنة قرب أطباق البكتيريا المعقمة التي كان يجري عليها تجاربه في المعمل فلاحظ في اليوم التالي أنها تسببت في قتل البكتيريا وإيـــــقاف نموها .. وللتأكد من هــذه الحقيقة استقطع أجزاء من عفن الخبز (وهو نوع من الفطريات الدقيقة المنتمية لجنس البنسيليوم ) ووزعها على أنابيب تضمنت أنواع من البكتيريا الخطيرة وبالفعل قضى العفن على البكتيريا

ولكنه لم يستطع أن يبتكر طريقة لاستخلاص هذه المادة او تنقيتها
و ظل هذا العقار السحرى عشر سنوات دون أن يستفيد منه أحد

وبعده بعامين تمكن الطبيبان الإنجليزيان هوارد فلوري وإيرنست تشين من استخلاص مادة البنسلين المؤثرة وتحضيرها كعقار (استعمل لأول مرة لعلاج رجل شرطة أصيب بتسمم الدم عام 1941).

وفي السنوات التالية حضرت أنواع متفاوتة من هذا المضاد (من حيث القوة وطريقة الامتصاص) ساهمت في إنقاذ حياة آلاف الجنود في الحرب العالمية الثانية وحين انتهت الحرب أصبح البنسلين في متناول المدنيين في بريطانيا وأمريكا وسارعت لإنتاجه عدة شركات عالمية..

دعاية للبنسلين قديماً

يجب أن نشير إلى أن هناك من سبق واستخدم هذا العفن قبل اكتشاف الأوربيين له بـ مئات السنين ألا وهم المصريين القدماء فقد كان الفراعنة يضعون الخبز المتعفن على الجروح المفتوحة ثم يربطونها لعدة أيام بقطعة قماش
وكانوا يعرفون أنه كلما ارتفعت نسبة العفن على الخبز كلما ساهم ذلك في سرعة الشفاء ومنع مضاعفات الجرح وكانت الفكرة ناجحة (وشعبية) لدرجة استعمال العفن لعلاج معظم المشاكل الصحية بما في ذلك مضغه لعلاج الالتهابات الباطنية .

و قد أدى اكتشاف البنسلين إلى استخدام الكثير من المضادات الحيوية و اكتشاف عقاقير سحرية اخرى.
و لا يزال البنسلين هو أكثر هذه العقاقير انتشارا حتى يومنا هذا كما ذكرنا سابقاً .

و في الختام نتمنى أن يكون الموضوع مفيداً و خفيفاً .. و أخيراً نرجو ذكر المصدر عند نقل أية مواضيع من مدونتنا ..